اهمية الاستهلال وتفنن الشعراء في الابتداع فيه.

بارك الله فيك

الغالية بشرى
مجهود مشكور
فائدة مؤكدة
دام لك التميز

عفية عليك بشرى
كلمة رائع قليلة على ما اشوف
اعدتينا لوقت راح وقت كان الحوار الادبي والتشكيلي له قيمة واهمية

د. محمد الشخص
براعة الاستهلال والتخلص وحسن الختام

ملخص البحث
يتناول هذا البحث ما وصفه البلاغيون بمواضع التأنق في الكلام وهي تتمثل في نظرهم بـ ( براعة الاستهلال، والتخلص، وحسن الختام) وجميعها تدخل ضمن اهتمامات علماء البديع وتبنّت الدراسة ( شعر الخنساء) مادة للتطبيق، وقد اتفق علماء البديع على أن ( براعة الاستهلال) لا تتحقق في الشعر إلا إذا كان مطلع القصيدة دالاً على ما بنيت عليه، مشيرةً إلى غرض الشاعر من غير تصريح، فيستدل المستمع بذلك على القصد من عتب أو هجاء، أو تهنئة أو رثاء، أو فخر أو مدح أو ثناء.
وقد أرادوا بمصطلح ( التخلص) حسن الانتقال من معنى إلى معنى آخر في القصيدة، وأن يجعل الشاعر المعنى الأول سبباً إلى المعنى الثاني، فتأتي المعاني على اختلافها كأنها في قالب واحد، وعدُّوا ذلك دلالة على حذق الشاعر، وقوة تصرفه، وطول باعه، واتساع قدرته.
وأما المقصود بـ ( حسن الختام ) عند علماء البديع، فهو عناية الشاعر بآخر قصيدته، أو الناثر بآخر كلامه، لأنه هو آخر ما يرسم في ذهن المستمع، فإذا كان حسنا؛ تلقاه بغاية القبول، ويستلذ به، وربما جبر ما وقع فيه الشاعر أو الناثر من التقصير فيما سبقه، وذلك مثل المذوقات، فإن آخر الطعم إذا كان لذيذاً أنسى مرارته الأولى.
وقد كشف البحث عن مفهوم كل مصطلح من هذه المصطلحات البلاغية الثلاثة، وتطورها عند أهل البديع، كما حاول الكشف عن قيمة هذه المحاسن الثلاثة في ( شعر الخنساء ) الذي طغى عليه فن الرثاء.
ولعل اختيار ( شعر الخنساء ) مادة لطبيق هذه الدراسة عليها راجع إلى ندرة الدراسات البلاغية لشعر الخنساء من جهة، وشيوع ظاهرة الحزن والبكاء في مطالع قصائد الرثاء عند الخنساء من جهة أخرى، بحيث تنبئ كل قصيدة من قصائدها – عن طريق تلك المطالع – ما تنطوي عليه بقية الآبيات في القصيدة من نواح ولوعة ، وألم وحسرة، وذلك داخل في صميم هذه الدراسات في الجزء الخاص بـ ( براعة الاستهلال)، كما أنها قد تنتقل في قصائدها من ذلك البكاء إلى الافتخار بالفقيد، أو إلى ذكر ما يفعله بالأعداء ساعة الحرب، دون انفصام في المعاني، أو نثوء في الألفاظ، وذلك يعني ( براعة التخلص)، وربما أنهت القصيدة بإشارة تلمح فيها بـ ( الختام والانتهاء) من دون تصريح، وهذه براعة أيضاً، لها صلة وثيقة بهذه الدراسة فيما يتعلم بـ ( حسن الختام ).
وإذا كان البلاغيون قد أشاروا إلى دور هذه المحسنات في التأثير على المتلقي، وجعلوها من محسنات الكلام، مستعينين بنتف من هنا وهناك من الأمثلة والشواهد، فإن اقتصار هذه الدراسة على شعر الخنساء، وتقديم عدد كبير من النماذج تفوق تلك الشواهد المنتشرة في كتب البلاغة والنقد، يقدم دليلاً واضحاً على أن الشعر العربي يزخر بالجوانب الجمالية، وهي – في ظني- كنوز تحتاج إلى الاهتمام بالبحث عنها، وإبرازها إلى الملأ، ليعرف الجميع شيئاً من أسرار جمال هذه اللغة وسحرها.