القصيده لرئيس الكتاب و الادباء الموريتانيين الشاعر محمد كابر هاشم:حَدّثَ النخـلُ قـال ذاتَ زمــــــــــانٍ *** كـان مهـدي للفاتحيـن مَقيـــــــــــــــلا
أكلـوا التمـرَ زادَهـم ونـــــــــــــــواهُ *** قد رمَـوْه فكنـتُ منـه النخيــــــــــــلا
حملوني من نبع «يثربَ» ذكـــرى ***من عبيرٍ تفـوح عطـراً جميـــــــــــــلا
طبتُ فرعـاً وموطنـاً وفصيــــــــلاً *** وقبـيـلاً ومنبـتـاً ومَـسـيــــــــــــــــــلا
كنتُ في المَحْل والخطوب رخـــاءً *** ومــلاذاً ومنـهـلاً سلسبـيـــــــــــــــــلا
كـان سَيْبـي للمعتفيـن مِجَـنّــــــــــاً *** دون عِرضي وكنتُ ظِلاً ظليـــــــــــلا
فَصَّلوا سمـتَ قامتـي وغَذَوْهـــــــا *** كبـريـاءً وعنفـوانـاً أصـيـــــــــــــــــلا
لـم أذق يومـاً للفسولةطعـمـــــــــاً *** مذ غذونـي ومـا نبـتُّ فسيـــــــــــــــــلا
عوّدونـي أن لا أرومَ انحـنـــــــاءً *** و لْيَكُ الجدبُ - لو يشاءُ - طويــــــــلا
قـدَرُ النخـل أن يظـلّ دوامــــــــاً *** رافـعَ الهـامِ أو يكـونَ قتـيــــــــــــــــــلا
كـان ظلّـي للصافنـات مقيـــــــلا *** خيلِ فتحٍ تهدي الصهيـلَ صليــــــــــــلا
كـلُّ جـرداءَ مبـتـلاةٍ بـقَـــــــــــرْمٍ *** يحسـب النقـعَ هامُـه إكلـيـــــــــــــــــلا
كلُّ نَـدْبٍ علـى المكـاره جَلْـــــــدٍ *** ليـس يبغـي بالحُسْنييـن بديـــــــــــــــلا
«عُقبةُ»الخيرِ من هنا مـرّ يومـاً *** و«ابنُ ياسينَ»قـد هـداه السبيـــــــــــــلا
«يوسفُ»العـدلِ سيفُـه حِميـريٌّ *** يألـف الغـزوَ بكـرةً وأصيــــــــــــــــــلا
و«المراديُّ» يحتبي رمـحَ حـقٍّ *** سمهريّـاً ومشرفـيّـاً صقـيــــــــــــــــــــلا
رضعوا الصـدقَ سُنّـةً وسبيـــــلا *** وطِعـانـاً ومَحْـتِـداً وقبـيــــــــــــــــــــلا
صدقـوا اللهَ عهدَهـم ورعَـــــــــوْهُ *** قومُ صـدقٍ مـا بدّلـوا تبديــــــــــــــــلا
كم أسـرّوا للسابحـات رؤاهــــم *** واستماتوا في الله جيـلاً فجيــــــــــــــــلا
تذكر الخيـلُ سَمْتَهـم وسُماهــــم *** ورؤاهـم فتستعيـد الصهـيـــــــــــــــــــلا