التصميم الداخلي والديكور...الخلط بين التخصصين!
الى هذه اللحظة وانا لازلت اسأل اصدقائي وزبائني عن معنى" مصمم داخلي"؟؟؟..احدهم قال : هو الشخص المسؤول عن تناسق الالوان وابتكار اشكل جمالية في داخل مكان معين..البعض بدى اكثر وعيا عندما قال ان المصمم الداخلي هواختصاصي الديكور والمسؤل باختيار و ترتيب قطع الاثاث والستائر والاكسسوارات.
بالطبع هذا الخلط في مفهوم التصميم الداخلي رائج عند الكثير من الناس وليس فقط في منطقتنا بل حتى في المجتمعات الغربية والتي كان لها الفضل في ارساء مقاييس ومباديء التصميم الداخلي. وتكون هذا الخلط بعد ازدياد الطلب على مساكن ومكاتب عمل اكثر راحة ورفاهية وجمال. مفهوم خاطئ بالتأكيد وعندما يصبح المفهوم فرض واقع ويصل حد القداسة اذا صح التعبير يصبح تصحيحه بعد فوات الاوان امرا غاية في الصعوبة اذا لم نتداركه ونبدأ بتصحيحه اولا باول وذلك بتقديم المعلومات الصحيحة والدقيقة عن مهنة التصميم الداخلي والفرق بينه وبين الديكور.
للاسف حتى القواميس العالمية المعترف بها تساعد الناس في خلط المفاهيم فعلى سبيل المثال جاء تعريف التصميم الداخلي في قاموس "ويبستر" على انه "ممارسة فن تخطيط المكان والاشراف على تنفيذه من اثاث وخلافه" وعندما تبحث عن معنى كلمة ديكور في نفس القاموس يقول لك "ارجع الى معنى التصميم الداخلي".
ان التصميم الداخلي ليس كماهو معروف بالديكور. فاذا كان تعريف العمارة "هو علم وفن تصميم المنشأت المستخدمة من قبل الانسان اذا فالتصميم الداخلي هو العلم والفن في فهم احتياجات وسلوك الناس حتى يمكن خلق اماكن وظيفية وعملية للمساحات المبتكرة من قبل المعماري.
من خلال فهم وظيفة العمارة ومن ثم فهم التصميم الداخلي نستنتج ان الديكور هو تأثيث او تجميل المكان بعناصر مبتدعة ومبتكرة وجميلة. بالرغم من اهمية الديكور كعنصر داخل المكان الا انه غير مسؤول بالاهتمام بسلوك وتفاعل الاشخاص خلال المكان. اذا فالتصميم الداخلي هو كل ما يتعلق بسلوك الناس وتفاعلهم داخل المكان.
الجدير في الامر ان بامكان المصمم الداخلي ان يقوم بعمل مصمم الديكور بينما مصمم الديكور لا يستطيع ان يقدم خدمات التصميم الداخلي والسبب يرجع الى ان المصمم الداخلي قد درب بمنهج تعليمي يجعله قادر على بناء اماكن باشكال معينة وباستخدام مواد بناء تؤثر في صحة الناس وسلامتهم ورفاهيتهم. ونفس المنهج يكسب المصمم الداخلي المهارات الاساسية للاتصال من وسائل توضيحية لغوية ومقروئة ومصورة. كما ان المنهج التعليمي يكسب المصمم الداخلي المقدرة على حل المشاكل الوظيفية للمكان، وادارة العقود والميزانية وتحليل المعلومات والقيام بتنفيذ المشاريع. ويكسبه ايضا الامكانية على تطوير المكان وخلق الناحية الجمالية وان يكون مبدعا ومجددا. كما ان المنهج التعليمي يرسخ مفاهيم اخلاقيات المهنة طالما ان حياة الانسان تحت رحمة افكار المصمم الداخلي كعامل الامان والسلامة ووضع مصلحة المستخدم في المقدمة الاولى قبل تحقيق الهدف الربحي من مزاولة مهنة التصميم الداخلي.
بكل بساطة المقارنة المفضلة لي بين التصميم الداخلي والديكور كما الانسان والكساء حيث ان التصميم الداخلي يتمثل بجسم الانسان البشري والذي يحدده الهيكل وشكل الجمجمة و باقي اجزاء الجسم بينما تجميل وتكسية الجسم البشري من ملابس وحلى واصباغ هو اشبه ما يكون بالديكور.
والان بعد هذه المقدمة المقتضبة بامكاني ان الخص الفرق بين المصمم الداخلي ومصمم الديكور كالتالي: