[center]سيرة حياة الفنانين المتميزين في مجال التصوير الفوتوغرافي
مروان نايف وباسم العزاوي
ما هو التصوير الفوتوغرافي وما هي تقنياته ؟
أهداء ...
في رحلتي القصيرة ....
كنت أقتنص الفرحة من بين ثنايا الصمت ... ولكن ما يزال يحيا حلم أرجواني بداخلي
رغم الآلم الذي يلاحقني كظلي ... لكن سأردد دوما ً
سيبقــــــى أمـــــل
تعتبر الصورة إحدى الركائز الأساسية للغة غير اللفظية، فهي تشكل موضع توتر بينالفضاء والزمن: الفضاء الفيزيائي ذي البعدين أو الثلاثة أبعاد، والفضاء الذهني ذي البعد المجهول إنها شذرات من المكان والزمان، اعتقال لحظة أو فعل قصد تخليده، إنهالحظة الفعل "فعل الرؤية" أو التفكير أو الحلم أو الألم.
والصورة الفوتوغرافية هيتسجيل حي وواقعي وتاريخي للحياة العابرة فما يسجل في لحظة قد يكون خالدا إلى فترةمن الزمن وقد يكون دليلا وشاهدا على العديد من الأحداث التي تمر بسرعة البرق ولايمكن للذاكرة أن تعود بتفاصيلها كما تفعل عدسة المصور الذي يتمتع بخاصية العينالثالثة وهى الكاميرا ليصطاد اللحظات من الزمن ليوثقها فوق الشريط الفيلمي زماناومكانا.
لقد أصبحت للصورة الفوتوغرافية اليوم لغتها وبلاغتها وأساليبها الفنيةومقوماتها الجمالية، ومع هذا فإن فاعليتها رهينة رؤية المبدع وقدرته على توظيفهاتوظيفا خلاقا، أي أنها تبقى مقترنة بالذوق والشعور والخيال والوجدان وأشكال الإحساسوالتعبير.
يعتبر التصوير الضوئي اليوم واحدا من أهم الفنون ، وبدأ منذ زمن طويل في تشكيل قاسما مشتركا
مع العديد من التخصصات إن لم تكن جميعها، فالتصوير الضوئي هو العامل المساعد على تحقيق
أهداف العديد من المهن والوظائف والتخصصات ، ويلعب دورا فاعلا في كشف الحقائق والإثباتات
والوصول الى الدلائل .. باختصار شديد يعتبر التصوير الضوئي في عصرنا هذا الحل الأمثل لتحقيق
الغايات وايصال الرسائل والرؤى والأفكار.. ويعتبر التصوير سلاحا ذو حدين، فإما ان تحسن استخدامه
بمحافظتك على أخلاقياته ، وإما ان تسيء استخدامه فيذهب بك الى مالا تحمد عقباه.. نسأل الله ان ينفعنا
بهذا العلم ونسخره في خدمة مجتمعاتنا واوطاننا..
ولكي نصل إلى الأهداف النبيله من هذا الفن ، ينبغي علينا الإلمام به وبتقنياته وأساسياته ، حتى يصبح
إستخدامنا له مبني على أسس صحيحه وعلميه مدروسه ، ولا ينبغي أن نعتمد على الصدف عند ممارسته..
سيرة الفنان مروان نايف
يعد الفنان مروان نايف من بين الفنانين المتميزين على صعيد المنجزالفني الفوتوغرافي كونه يجمع بين الجانب الاكاديمى والمهني حيث كرس جهده وإمكانياتهما بين التدريس وممارسة التصوير الفوتوغرافي.
والفنان مروان نايف من مواليد عام 1956 وقد تخرج من أكاديمية الفنون الجميلة في بغداد عام 1977 ثم حصل بعدها علىشهادة الماجستير والدكتوراه فى مجال الفنون المرئية.
وقد شارك خلال مسيرتهالفنية في العديد من المعارض الفوتوغرافية وهو عضو في العديد من الجمعيات المهنيةومنها جمعية الفنانين العراقيين والجمعية العراقية للتصوير.. وبهدف التعرف علىجماليات فن الفوتوغراف وأساليبه الفنية هناك أسئلة طرحت عليه أستفدنا منها الكثير منها :التصوير الفوتوغرافي .. علم أم فن؟الفوتوغراف هوفن الرسم بالضوء لذلك يمكن القول بأنه علم وفن فهو علم كونه يتطلب من المصور معرفةبأسس وقواعد التصوير وكيفية التعامل مع مصادر الضوء الطبيعية والصناعية ومعرفةبأنواع العدسات والمرشحات وطريقة استخدامها مع الاهتمام بعناصر التكوين والإضاءةوالنسب وغيرها.
والتصوير فن كونه يعتمد على الشكل والتكوين الفني فهو فكر وعاطفةوجمال يرقى بالذائقية والمتلقي إلى حالة من الاندماج الفكري التذوقي، من خلالعلاقات بين الأشكال والعناصر وصياغتها وفق سياقات جديدة متناسبة مع الحاجةالإنسانية لفن جديد وصيغ جديدة للتعبير.
هل يمكن أننعزو القدرة الإبداعية في مجال التصوير الفوتوغرافي إلى موهبةفطرية؟
قد يكون من قبيل المغالطة أن نعزو هذه القدرة الإبداعيةإلى موهبة فطرية،ففي مجال الفن لا يكون المبدع الأصيل مجرد كائن موهوب فقط، ولكنه إنسان نجح في تنظيم مجموعة من النشاطات من أجل الوصول إلى غاية محددة. ويكون الفنمحصلة لهذه النشاطات.
إن الموهبة هي عنصر أساسي ولكن إذا لم تصقل وتتطور وتنمومن خلال الدراسة الأكاديمية فإنها تبقى محدودة وغير فعالة بدليل أن الكثيرين قددخلوا هذا المجال ولكن الذين استمروا في هذه الممارسة هم من يتميزون بارتفاع مستوىالإمكانية الإبداعية المتحققة لديهم في هذا الفن.
وبذلك يمكن القول بأن الوصولإلى تحقيق الإمكانية الإبداعية في هذا الفن يحتاج إلى فترة طويلة من الإعدادالتمهيدي المكثف فالإبداع في مجال الفوتوغراف يحتاج إلى مران مستمر وجهد في تدريبالعينين على اكتساب المهارات المناسبات كي يصبح المصور قادرا على تشكيل أفكارهوتحقيقها بطريقة جيدة لهذا يقول فإن فان غوغ: إنه لا يكفى أن تكون لدى الفنان مهارةمعينة، إن التمعن في الأشياء لوقت طويل هو ما ينضجه ويمنحه الفهم الأعمق .
هذا يعنى أنك تعتبر التصوير الفوتوغرافي نشاطاإبداعيا؟التصوير هو ظاهرة إبداعية متميزة من ظواهرالإبداع الإنساني فهو لا يختلف عن أي مجال فني آخر لهذا فإن العملية الإبداعية فيهليست عملية واحدة منعزلة بل هي مزيج من العمليات المعرفية المختلفة والمتفاعلة فينفس الوقت وهى موجودة لدى الأفراد بدرجات متفاوتة ومختلفة وفقا لمفهوم الفروقالشخصية.
كما أن العملية الإبداعية في فن التصوير ليست بالبساطة التي يمكن أنيتصورها البعض ففن التصوير الذي يخضع عادة إلى شروط أي عمل إبداعي يجب أن يكونمنظما ومدروسا من جميع الجوانب التي تضمن نجاحه فهو لا يعدو كونه تشكيلا لمجموعة منالمعطيات البصرية، والحسية اللونية والفضائية على سطح ذي بعدين.
لذلك فإن فنالتصوير هو تتويج لعمليات كثيرة تحدث خلال محاولة الفنان المصور تنظيم كل المكوناتفي اللقطة، فالمصور عادة يبدأ من فكرة ما لكن هذه الفكرة تحتاج غالبا إلى عمليات كثيرة متنوعة ومتتابعة حتى يمكن تنفيذها.
إن فن التصوير باعتباره قائما على بتنظيم علاقة بصرية فإن هدف المصور هو تحويل عناصر التكوين الشكلي من أماكن وإضاءةوظلال ولون وحركة وانفعالات وغيرها من مكونات متفرقة إلى تعبير متماسك ومتناسق يضمن المصور الفنان من خلاله توصيل مضمون مادته إلى المتلقي وقد يرمز إلى شيء أو يوحي ىبشيء آخر له دلالاته المعنوية والتأثيرية.
وعموما فإن التصوير في أحسن حالاته هوشكل من أشكال الاتصال يحاول المصور من خلاله أن يحصل على استجابة من الآخرين، ولكن يبقى هناك تميز بين العين التي ترى الأشياء السطحية الظاهرة وتسجلها على علاقتها بطريقة حرفية "عين الكاميرا" وبين العين الثانية "عين المصور الفنان" التي تدخل فيصراع مع العين الأولى وتعمل على إبداع الجدير والأصيل.
وكيف يتحقق الإبداع في مجال التصوير؟
- إن هذاالفن لا يعدو كونه تنظيما للأفكار وفقا لقواعد التكوين، إذ أنه يتضمن نشاطا إبداعيايتعلق بالتحولات التي تحدث، ليس للصورة فقط بل أيضا للإنسان الذي يقوم بإنجازهاكنوع من الإبداع الفني، وهذا يعتمد على براعة المصور الفنية أو الجمالية في اختيارها لتكوينات معينة وتوظيفه للغة الشكل في الصورة.
ولعل الإبداع في نطاق هذا الفنيحتاج إلى زخم هائل من التجارب المتتالية وإلى الممارسة الواعية والاطلاع والتجربةالتي تمنح الفنان الفهم الأعمق والدراية الكاملة والتميز وبالتالي الإبداع.
وبالرغم من أهمية التدريب والخبرات فإن فن التصوير يحتاج إلى قدر كبيرمن المرونة والخيال والتأمل والقدرة العقلية والبدنية وإلى التفكير الترجيح والتحليل والتركيب البصري وقبل كل ذلك مقدرة متنوعة في الإحساس بمؤثرات الواقعومكوناته حيث أنها حالة عميقة وخصبة تتطلب من المصور أن يرسم بالكاميرا بعقله لابيديه.
وبشكل عام فإن الإبداع يتجلى عند الفنان المصور من خلال سعيه إلى جذبنظرنا أو تنبيهنا إلى بعض الصور التي من حولنا من خلال الصورة يقدمها لنا، بحيث يجعلنا نصحو عندما نرى هذه الأشياء مصورة.
برأيك ماهي مستلزمات أو جوانب تلك العملية الإبداعية؟
- هناك جوانبمتعددة للعملية الإبداعية في مجال التصوير منها الجانب الشخصي الفردي والجانبالاجتماعي بالإضافة إلى البعد التطوري التاريخي حيث ينطبق هذا البعد على المصورالمبدع في انتقاله من أسلوب فني إلى آخر، ذلك أن فن التصوير عموما قد تطور عبرالتاريخ ومراحله المختلفة، فمراحل تطور آلة التصوير والتقنيات التي تطورت مثلها مثلجميع الوسائل التقنية المعاصرة أدت بالتالي إلى تطور العين الإنسانية من حيث قدرتهاعلى الرؤية وتغيير زاوية النظر، وتطور التعامل الذوقي الذي أدى بدوره إلى تطورالأساليب الفنية من المخاطبة الحسية والذهنية.
الحس الفوتوغرافي
مامدى أهمية الحس الفوتوغرافي بالنسبة للمصور؟
لا بد من أنيقف وراء الكاميرا إنسان صاحب فلسفة خاصة ورؤية ذاتية للواقع وقدرات مميزة فنيا،يحركها ويوجهها بهدف توصيل المضمون الذي يريده في شكل محدد، ونجاح هذا الإنسان أوفشله يتوقف على مدى امتلاكه للحس الفني الذي يختلف من مصور إلى آخر .
لذلك فمنالضروري أن يتمتع المصور بحس فوتوغرافي حيث عليه أن يعرف ويميز غريزيا المشاهد التيتؤثر وتقدم صورا جيدة ناجحة فالحياة بالنسبة للمصور هي سلسلة من الاحتمالات التييمكن أن تلتقط بالعدسة وهكذا يمكن أن يقدمها، وفى كل مناسبة يجب أن يفكر في أفضلطريقة يلتقط بها المشهد.
كما ينبغي أن يكون المصور فنانا يمتاز بقوة الخيالوالحساسية والقدرة على إدراك مزايا الصورة الجذابة، ذلك أن الصفة الأساسية فيه ليستهي المشاهدة بل الخيال، فالخيال "سيد الملكات" فهو الذي يحلل العناصر التي تقدمللحواس، والفعل يعيد تشكيلها كما تتراءى له، إذ أن العالم المرئي ما هو إلا مخزونصور ورموز يعطيها الخيال مكانة وقيمة نسبية، وهو نوع من الغذاء على الخيال أن يهضمه ويحوله.