الفنان الفوتغرافي فؤاد شاكر... عاشق اسكره الظل والضوء !
فؤاد شاكر .. من الفنانين الفوتغرافيين الاحياء الذي مازال ينبض حبا وعطاء لهذا الفن الانساني رغم انه قد شارف على نهاية عقده الخامس من العمر ، تغرب عن وطنه ، ليعود في غربة الوطن.
عرفته قبل سبعة وعشرون عاما حيث كان في ريعان شبابه يتقد حماسة .. ويحترق عشقا .. ويثمل بلا خمر لفنه الفوتغراف ... وتركته قبل سنة ونيف قبل ان اهاجر وهو بنفس الاتقاد والعشق والاخلاص للفوتغراف، رغم ان شعره قد غزاه اللون الفضي لا - الابيض – الذي يحب ابدا ان يزاوجه مع الظل . صاخب ، مهووس ، مجنون حد اللعنة لعشقه للفوتغراف !!
الفنان عادة يبدأ هاويا .. الا هو فقد عقد قرآنه على التصوير منذ اول لحظة وتعاهد معه على الوفاء .!!
له فلسفته الخاصة في التعبير عن لوحاته التي يستمدها من آلام الشعب الذي يتآكله الحقد والانانية والتسلط والفاقة والفوضوية !
هو فنان بالفطرة صقل موهبته بالتفاني ، وصوره تنبض بالحياة .... الحياة بكل معانيها، هذا لانه ذواق من الطراز العالي للظل والضوء .. ولا يوجد من يضاهيه بذائقته تلك الا قلة قليلة جدا من الفنانين الفوتغرافيين
عدسة فؤاد شاكر تجد في عتمة الازقة مادة صورية صادقة ومتنفسا الاحاسيسه الرقيقة الجياشة التي تتنازعها حب انتماءه للمكان ، والاحساس بالمسؤلية الفنية الواعية أزاء البيوتات والطفولة والازقة التي تنبعث منها رائحة الذكريات .. والاغاني البغدادية القديمة التي تشكو الحرمان !!
كما يجد في الحواري واطفالها البؤساء الذين يحاولون ان ينتصروا على الزمن بأبتساماتهم البريئة أروع تعبير ، لينقله الى المتلقي بحس مرهف وعين فوتغرافية صادقة عبر لوحاته التي تحمل في مضمونها ... الانسان .. والانسان .. ثم المكان .
كما يلاحظ ان اعماله لاتميل الى الرمزية لانه واقعي يعزف على وتيرة الحياة والالم الانساني ليترك المتلقي في تأمل وحوارية لاينقطعان .. وبتعبير أدق ان اعمال الفنان الفوتغرافي فؤاد شاكر ذات وعي وثقافة حياتية مصيرية تبحث في اللاوعي عن - الزمكان - المفقود لديه !
هذا بالاضافة الى ان لوحاته الفوتغرافية ضاجة بالدهشة .. والثورية .. التي يجسدها بالضوء المنتصر على العتمة .
هذا الفنان البارع يجيد لعبة الظل والضوء اجادة تامة ، كما يجيد عازف العود العزف على آلام أوتاره .
وبما ان البصر لايستحسن العتمة الا انه في أحايين كثيرة يجعل من قساوة الظل - واحة - ومن ألم العتمة احساس بالامان والطمأنينة وبالاضافة لكل هذا فهو ناقد فوتغرافي اذ يتمتع بثقافة فوتغرافية احترافية عالية
اقام ما يناهز الستين معرضاً شخصيا منها :
- صور من الطبيعة والحياة عام 1990 بغداد .
- عزف الامكنة عام 1991 بغداد .
- مدارات الضوء والظل عام 1992 بغداد .
- الحياة العراقية عام 1992 باريس .
- الصور الفوتغرافية واعمال الكرافيك عام 1995 الاردن .
- وآخرها .. نهارات المدن العراقية عام 2001 أمريكا .
الفنان فؤاد شاكر لايصور فحسب ، انما ينتج لوحات ذات اهداف انسانية فنية نبيلة ، هذا لانه فنان واع ذو ثقافة فوتغرافية وحضارية وذو ادراك انساني قل نضيره .
عد من العشرة الفوتغرافيين العراقيين الذين اهتموا بالتصوير الهادف كما انه مرهف الحس .. متمرد .. يعلن العصيان والثورة في لوحاته الفوتغرافية .