المصور الفوتغرافي ناصر عساف

العلاقة التي تربطه بتلك الآلة المسماة (الكاميرا) تندرج ضمن العلاقات الروحية والحسية . لذلك تجده دائما يتعامل معها بانفعالية هادئة ليجعلها تنطق الاشياء كما هي . ذلك هو المصور الفوتغرافي الفنان ناصر عساف الذي حاورته الاتحاد حول عالمه والحدث والذاكرة فكانت هذه السطور .
*من اين كانت الـــبدايـــة ولمـــــــاذا الفوتغراف تحديدا؟
-مــــنذ طفولتي كانت الفنون الجميلة تستهويني وخاصة الفنون التشكيلية . كذلك فأن بداياتي كانت تشكيلية . اما الفوتغراف فعلاقتي بدأت معه منذ عام 1967 . وانا انظر اليه كأحد الفنون المتميزة بخصوصياتها لانه يجمع بين علوم عديدة كالفيزياء والكيمياء . كما يحتاج لشخصية تمتلك ذائقة فنية . واستمرت رحلتي مع التصوير تحمل على جنباتها محطات وتوقفات عديدة عند احداث عديدة تجسدت بحصيلة انتاجية كبيرة ساهمت في ان اقيم أحد عشر معرضا شخصيا.





*البطاقة الشخصية لناصر عساف ماذا تقول؟
-أنا من مواليد مدينة الناصرية عام 1956 وعضو الجمعية العراقية للتصوير منذ عام 1981 وعضو نقابة الفنانين العراقيين منذ عام 1993 وامتلك رصيدا كبيرا من المشاركات في العديد من المعارض المحلية والدولية ولي اعمال عديدة نفذها بعض الفنانين التشكيليين . كما اقمت معارض شخصية في جميع مدن العراق حيث بلغ عددها احد عشر معرضا . كما اني حاصل على شهادة الدبلوم في المعرض العربي للصورة الفوتغرافية.
*ماالذي يشكله فن التصوير الفوتغرافي لديك؟
-لقد اصبح الفن الفوتغرافي بالنسبة لي هو الزاوية التي انطلق منها واحلق في فضائه الواسع بالرغم من المعوقات التي تحاول كسر جناحي لاسقط ارضا . وهو العين التي أبصر بها مواقع الجمال وهموم الانسان ومعاناة الطفولة وقد صنعت منه قاعدة اقف عليها الان منتصب القامة وبكل فخر وتواضع . كما اني ارى بالتصوير الفوتغرافي مواجهة مباشرة مع معترك الحياة لأني اكون من خلاله بتماس مباشر مع الناس وهذا الامر يحتاج لذكاء وشجاعة , والتصوير هو عشقي الاول والاخير ووسيلة من وسائل التناغم الروحي.
*هل تتسع الصورة الفوتغرافية لتكون اشارة لحدث او ذاكرة ؟
-بعد ظهور الفوتغراف في القرن التاسع عشر، اصبح هو المعول عليه في توثيق الحدث وان يكون الذاكرة المدونة للحدث مكانا وزمانا وشكلا دون حركة ديناميكية او ميكانيكية .
وانا اعتمد على الصورة الفوتغرافية كوثيقة حقيقية للاحدث يمكن الرجوع اليها بديلا عن الرسم.
*هل تمتلك الصورة باطنا لم نكتشفه بعد...؟
لكل شيء عمق... ويمكن ان يتكون عمق الصورة الفوتغرافية عندما تحتوي على الموضوع الانشائي الذي يمتلك الكتلة والشكل والدلالات التعبيرية او التاريخية وبشكل فني وتقني وما يضاف اليها من تكنيك صناعي يعتمد امكانية المصور .. لذلك تجد ان بعض الصور تحمل بداخلها عمقا لا يستطيع الغوص فيه الا شريحة محددة من المثقفين والفنانين وذلك بسبب تواجد الرمزية التجريدية التي تحاور ذوي الذائقة الخاصة.
*بمن تأثر ناصرعساف...؟
-لم اتأثر بأي فنان فوتغرافي ولم أعمل مع اي احد منهم لكني امتلك خلفية متواضعة في الفن التشكيلي ولي رؤية واعية ساعدتني في التطور . ولكن اعمال الفنان الراحل (مراد الداغستاني ) تشدني كثيرا واشعر انها قريبة جدا من افكاري وفلسفتي . كما ان اعمال الفنان (فؤاد شاكر) تعجبني خاصة عندما يدخل عليها تكنيكا من صناعته. وهناك اسماء اخرى اكن لها كل الحب والتقدير ومنهم هادي النجار ، عادل الطائي ، علي طالب، كريم كلش، عبد الرضا عناد، منصور عطاس ، نبيل الجوراني ، نور علي درويش ، سيروان الجاف ، كما ان هناك اسماء لا تحضرني الان واعتذر لهم

شكرا استاذة عاتقة
مجهودك بارز ونعجز عن الشكر