المصور احسان الجيزاني لا يكتفي بالبكاء على الاطلال انما فكر ثم عمل من اجل ان يضع يده على كل ما من شأنه ان يهدد هويتنا التاريخية و الحضارية الوطنية و في المقدمة منها آثارنا التي تم نهبها عبر العصور و ربما يكون اكثر مرارة هو ما حصل من نهب و سلب و تخريب منظم لأهم معالم العراق الحضارية و الثقافية و في الصدارة منها المتحف العراقي و المكتبةالوطنية
بقصد ليس محو الذاكرة العراقية حسب و انما الهوية الوطنية لهذه الغاية اقام المصور الفوتغرافي العراقي معرضا في بغداد مؤخراً حول الآثار العراقية في الخارج... هنا حوار معه:
· كيف تنبهت الى موضوع الآثار العراقية؟
لم اكن في السابق اهتم بالاثار العراقية و لكن اسئلة التاس في المانيا التي كانت ملاذي لاكثر من ثماني سنوات عن البلد الذي جئت منه لاكتشف ان البعض منهم لا يعرف شيئا عن العراق و بل و يخلط بينه و بين ايران و لكن ما ان اذكر بلاد وادي الرافدين و حضارة بابل و آشور و سومر حتي يتغير التعامل معي و تبدأ اسئلة اخرى تنطوي على الكثير من الدهشة عن بعض الاثار العراقية التي يدرسونها في جامعاتهم من هنا بدأ اهتمامي بآثارنا عاطفياً ان صح التعبير و سرعان ما تحول ذلك الاهتمام العاطفي و النظري الى مادة للبحث و التوثيق فحملت كاميرتي و بدأت بزيارة المتاحف الغربية التي تضم بعض من ىثارنا المسروقة مبتدئاً بمتحف اللوفر و برلين فصورت مئات الآثار التي تضمها هذه المتاحف ابتداء من العصور القديمة و حتى العصر الاسلامي. و كنت اشاهد الاوربين يقفون بخشوع امام هذه الآثار و يسألون كثيراً عن اصول و تفاصيل هذه الحضارة التي انتجت هذا الارث الانساني الذي ظل يشغل الدنيا منذ آلاف السنين.
ما هي أهم المشاهد التي لفتت أنتباهك أكثر من سواها؟
شاهدت منظراً أفرحني وأحزنني في آن واحد يتمثل في معلمة فرنسية تطلب من اطفال فرنسين الوقوف على هيئة تماثيل عراقية وهي ليست نتاج حضارتهم ولكن ذلك يدل على احترامهم للارث الانساني مما جعلني استرج ذاكرتي خصوصا في مرحلة الطفولة التي لم نتعلم بها اهمية حضارتنا و بهذا كنا نجهل الكثير من الامور التي تتعلق باسماء و رموز حضارتنا لانهم كانوا يعلقون صور الرؤساء بدل صور معالم الحضارة العراقية.
ما هي الوسائل التي استخدمتها اثناء التصوير؟
في البداية اود ان اوضح امرا ما يتعلق ببعض الصعوبات التي واجهتني اثناء التصوير منها عدم السماح لي باستخدام الفلاش و المسند الذي اضع عليه كاميرتي و مع هذا فقد تجاوزت ذلك لانني استخدمت افلاما ذات حساسية عالية كما قمت بالتقاط الصور من عدة زوايا و خصوصاً من اماكن منخفضة كي تبدو الاهمية الكبيرة لحضارتنا.
ما هو الغرض من اقامة هذا المعرض؟
الغرض الاساسي و الاول هو حث المسؤولين على الثقافة في العراق على استرجاع الاثار العراقية المسروقة كما انني قمت بتقديم هذه الاعمال كهدية الى المتحف الوطني العراقي و لكي اشارك في ترميم جسد الثقافة العراقية‘
وأعادة بناء المتحف الوطني العراقي .
ما هي طموحاتك المستقبلية؟
انا في صدد التحضير و الاعداد لمعرضي المقبل و الذي سأقيمه في المانيا و الذي خصصته لأطفال العراق و هذه المواضيع قد انتقيتها من زيارتي مؤخراً الى بلدي العراق.
ماذا تعني لك مسلة حمورابي؟
العدل و العدالة و هنا اتذكر عبارة المانية Auge um Auge Zahn um Zahn) )
التي تعني العين بالعين و السن بالسن و هي مشتقة من هذه الشريعة و هذا دليل على عمق الحضارة و قد آن الآوان لكي نترجم فقرات المسلة الى افعال كي نزيح الظلم الذي الحق بنا
التقاه الشاعر حسين الحسيني / بغداد