مرحبا هذه مشاركتي الأولى في منتداكم الجميل .. وأتمنى أن تحوز على رضاكم وشكرا
فيما تطلين من أعلى شرفة الوسن ..
هناك في أقاصي الحلم ..
حيث كل الجهات بياض في بياض داكن ، يتسلل الوقت إلينا ...
ويقبض على اللحظات
متلبسة بمشهد حب ، وقطعها بسيفه ، وانتهك بياضها بحزم ، ومهنية عالية .
فمهمته أن يجعلها تمر مسرعة في الفرح ..
وأن تمشي ببطء كالسلحفاة في الفجيعة والفقد والحزن والألم ..
رأيتك تستحمين بطهرك ..
تغسلين وجه البراءة بالطفولة ..
تغادرين
ملابسك الفضفاضة الأنيقة ،،،
وترتدين المرح ،رأيتك عارية إلا من العري .
وأنا متوشح بالصمت
وأرتدي فوقه عباءة الحزن طويلة الأكمام
وذات اللون القاتم .
دخلت في الحلم ، وغصت في برزخ الشوق والحنين المبجل .
وتوغلت في الحلم أكثر .
وكنت أكثر توغلاً حقول الأحلام الطازجة والشهية والعصية .
لبست حنانك قميصا علي ، أحتمي به من زمهرير الأسى .
يا من تطفئين عطش الروح الوجلة ..
بابتسامة دافئة ، ورفق يطفئ الحنين بالحنان ، ولغة هامسة كنسمات صباح القرى ..
ويا من تطلين كالمسيح على أورشليم بعد آلاف الأعوام من الغياب المقدس .
فأي غياب تمتهنين ، وأي حضور حتى في الغياب ؟
فأنتِ حتى في غيابك حاضرة ، ومثلك لا يغيب ولا يأتي ، لأنه لا يذهب أو يغادرنا .
أنت أنثى ليس لها لون ، ولا طعم ، ولا رائحة
أنثى يفوح عطرها في كل الأزمنة ، وفي مكان المكان .
أنثى يصدح صوت روحها بالطفولة ، وهي في قمة النضوج الأنثوي المكتمل ..
كثمر يتدلى بانتظار القطاف .
ها أنا أقطفك ، من بستان الحياة ، ومن شجرة المحبة ، وغصن الأمل .
بعد كل هذا السيناريو الممل ..
استيقظت من نومي
متلبسا بعطرك
وجدت بقايا عطرك في ثيابي ، وبقايا من خصلات شعرك الأسود الفاقع السمرة ، ولم أشأ أن أنهض من مكاني كي لا ينتهي الحلم ، وكي لا تقومين من أحضاني ، وكي لا تمارسين الغياب مجددا ، أوقفت ساعتي لكي لا يتحرك الزمن ويقف عندك .
فهل لي بحلم جديد ، لكي نكمل القطاف ، وهل لي بوسن عميق لا يتوقف ؟
وهل لي بحضور لا غياب فيه ..؟
فإني أحلم في غياب الغياب .