ماذا تخفي هذه البذلة؟

***ماذا تخفي هذه البذلة***

كان يخجل حتى من مرور ظله على أطراف هواجسه، كان يتجنب الشمس حين ترمقه بأشعتها المغرية، فيسرع مهرولا،و يلتفت محدقا بإرتباك في كل من يمرّ بجانبه و يلامس محفظته السوداء التي تكاد أن تنفجر من زحام دفاتر قضايا زبوناته المغريات..
تكاد نظارته الزجاجية التي تغطي منتصف وجهه العلوي أن ترتعش و تفارق سِماته العذراء و التي ترتكز على شاربه العانس ليتحمّل مسؤولية النصف الأخر منه، حتى أنها باتت تنساق ورائه متناسية دون أن تستفسر عن ما يختلجه من ذبذبات نفسية منحدرة المسار.
و تلك البذلة،،، التي عاشرته من ساعة تخرجه من مقاعد الدراسة، أحبّها و كانت شريكته الأليفة ما بين المنزل المنفي و مكتبه الملتزم و المحكمة ....المكتضة بالوجوه الشاردة و الأقدام المتعثرة بدرج قاعات الجلسات المكسور ليملّ حذائه إلى أن كشر عن أنيابه معلنا إستقالته من مهامه الرسميّة، أراد أن يودّع هذا الروتين القاسي و اشغاله الشاقة الآتية من اللاهناك و المستقرة في اللاهنا.
ماذا تخفي هذه البذلة الكئيبة؟ اسرار منقطعة النظير وراء هذه الستارة الخائنة فهي لم تكشف له عن هويّتها إلا بعد سنوات من الضياع الرجولي المكبوت.
في يوم سبت، و عندما أكتملت مسيرة الأسبوع الشاق أزاح غيمة شرفة غرفته المظلمة و أخذت عيناه تتجول في شوارع مبهمة حيث استهوته الاضواء و الأجواء الشيطانية التي لم تتعود على رؤية نظراته الثاقبة و لم تره يوما بهذه الرغبة المجحفة، أراد أن يعانق هذه الليلة مصير فضوله الجريئ، أن يشبع نفسه التي كادت ان تتذكر أعماقه المرتبكة، أراد أن يزيح هذا الضباب ليٌقلع و ينطلق....
البذلة مرة أخرى ! و الحذاء الذي سوف يكتشف العالم خارج أنقاض القوانين و الدستور و المرافعات ، يتجه الأن نحو قدره متعطشا لتلك اللحظات التي كانت تنتظره وراء قضبان نفسه المحرومة المنعزلة عن أهازيج ملوّنة بألوان الفساد، السهر المخملي و الكأس الجهنّمي المُثمل و سكاكر الدخان القاتمة تتناثر بلا إزدراء، تلك الفتاة صاحبة الفستان الأحمر و الحليّ الذهبي، و الشعر المسافر لقطبه الشمالي ثم تستقر على خط إستوائه المُدمّر لتعزف على أوتار جنونه المشدودة فتهدّها و تجلس متربعة قامعة على شاطئ أخلاقه المقدسة كي تحدّها،ـ،
و كأنه ينوي إلقاء لثام الحياء من على وجهه المدفون لتتعرى مقدساته الأخلاقية المكنونة لقد استهوته الشهوة حتى يحطم حواجز تربيته، و كأنه يشد لجام فرسته الجاهلة كي يعانق هذه التحرر المكبوت في قعر شبابه المحاصر بالفضيلة........
فهل ستتغلب عليه التزاماته التي عاش على إيقاعها ثلاثين عاما أم أن ليلة ورديّة جعلته يطوي من عمره مافات من ظلمات و يعلن ثورة طبيعية من قيود الماضي القريب؟؟

سهى التونسية

أخواني أخواتي في قطر الفن، إنها أول محاول في كتابة قصة قصيرة و لأكون صادقة ليست من وحي الخيال إنه واقع شاب أعرفه أردت أن أصوّره حسب ما أراه و أتمنى أن أكون قد وّفقت و لو بالكم الضئيل أن أعانق للمرة الأولى هذا الفن، "القصة القصيرة"
للعلم أنني كتبتها الأن عندما فّتح هذا الباب المبارك و أردت أن أكون أول ما يقتحم خلوته التي لن تدوم طويلا ، و الله ولي التوفيق.
أتمنى أن اسمع آرائكم بكل صدق، أكمّل الكتابة و إلا أحترم نفسي و أبقى في مجال الشعر ؟؟؟

ما أقبح من يتلبس بثوبين .. !!
وفي الآخر يتعرى أمام الملأ وتنكشف
بهرجته وهيلمانه .
أستاذتي أنا لست ممن يقيم ولا ممن يعطي الأشارة
بالأنطلاقة .
ولكن ما أراه من كتابات وأطروحات وخلجات محفورة
من صميم وجدانك ..
يجبرني أدلو بدلوي المتواضع وخلاصة
قولي وخير الكلام ماقل ودل.
سهى عصامية ولها قلم ذو جاذبية ملفت للأنتباه ..
موفقة دوما يا أستاذتي .
====
كل التبريكات لأدارة المنتدى على هذه الأستحداثات
التطويرية النابضة .

أستاذي الغالي عبد الله
لم أفكر يوما أن يتدخل قلمي في ما لاعلاقة له به و يتطفل على مجال يجهله،
كتابة القصص ليس من إختصاصي،، إنما هذه الشخصية أجبرتني على الخروج من صمتي و البوح بما رأيته من ذبذبات نفسية و هذه الأرجوحة التي ترمي به تارة في الجحيم و تارة اخرى للنعيم الخلقي
مرورك أسعدني كثيرا و إشادتك أفتخر بها أستاذي الفاضل
لك مني كل الإحترام و التقدير

عزيزتي الأستاذة :سهى
ما أجمل أن تكون الخطوة الأولى للإنطلاق نحو
إبداعٍ قصصي خطوة واثقة وقوية لدرجة أن هذه
القصة جاءت بهذا الشكل الجميل وفيها كل مقومات
القصة القصيرة..سواء في طريقة المعالجة أو في
طريقة بناء شخصية بطل القصة...أو بالفكرة التي
تطرحها...أنت يا سهى لست شاعرة ماجدة فحسب
بل أنت قاصة تملكين قلما متمكنا وساحرا...شكرا
لأنك كتبت..انطلقي لا تتوقفي ..فأنت قيمة أدبية
وقامة نفتخر بها.

أيتها العزيزة (سهى ) هأنذا أعود مجددا لأقول
لقد إنتبهت ...من تلقاء نفسي إلي حيث كان سهوي
رغم أنني عندما قلت (أنت ياسهى لست شاعرة ماجدة فحسب)
كنت أنت في بالي...ولكن أنت والعزيزة الأخرى دائمتا الحضور
في بالي فأحيانا يلتبس عليّ الامر ..أحيانا يكون اسمك هناك وأعدل
ويكون اسمها هنا وأعدل..فمني العذر ومنك السماح..وأنت الآن
بلا شك تعرفين معزتك عندى وتعلمين تقديري ومحبتي لشخصك
الكريم وإعجابي بقلمك الرائع..وشكرا لنفسي التي نبهتني إلى هذا
السهو رغم أنها تقيم بعيدا في أقاصي الدنيا...تقبلي فائق تحياتي
واحترامي وتقديري ومحبتي.

أخي الفاضل محمد عبد الله الزوي
مع قطر الفن عشقت كل ما هو فن،، أحببت ان أجرب ما أجهله
و أن أخوض معارك مع نفسي الفضولية حتى أحاول أن أنتج ما يشبع فضولي هذا، الذي ينتابني كلما تصفحت مساهمات الأعضاء الأفاضل
محاولتي المتواضعة هذه جاءت عن طريق الصدفة، واقع شاب يؤلمني أن أراه يزوغ عن فضيلته و تربيته التي عاشها طيلة عمره،
مرورك أستاذي الفاضل أسعدني كثيرا
و شهادتك أعتز بها و اضعها وساما أفتخر به
أسعدني أن محاولتي نالت الرضا و الإهتمام
فشكرا لك و كل الشكر على هذا المرور النديّ
مع فائق احتراماتي و محبتي

ايتها الرائعة جدا سهى
لا تكفين عن اثارة اعجابي و دهشتي
وانا هنا..وهناك..دائما اصدقك القول
لا تبدو كمحاولة اولى..بل هي عمل قاص متمكن
ويعلم ما يسطره مداده جيدا
تقبلي شكري لروعتك التي لا تنتهي
ومحبتي لك التي لا تنضب

أستاذتي الرائعة انتصار
لن أكف إلا عندما يملّ قلمي من التجوال على باحات انطلاقي
و لن يكف،، و كيف له أن يكف و هو محاط بقلوبكم و أقلامكم
و تشجيعاتكم التي ترعاه و تسير به نحو " اللاهناك"
كلماتك في حقي يا انتصار تخجلني كثيرا
و بالمقابل فهي تسعدني أكثر و أكثر
لتمنحي الإصرار لمعانقة ما أصبو إليه،، إشباع طموحي اللامحدود
طمحت كثيرا بنشر قصائدي و محاولاتي
و في قطر الفن نجحت و الحمد لله ،، و لازلت أطمح
لك مني كل الشكر و الإمتنان
مع محبتي غاليتي

السلام عليك
اختي سهى ما اروع ان نسير الواقع الى حروف للكشف عن خبايا الخفايا
ان ماتخفيه تلك البذلة في نظري اعمق من جدلية الرونق
انها تخفي ذاكرة تخفي شخصية تخفي ازمة تخفي واقع
انها تخفي ما اسميه انا .ازمة المسكوت عنه في عصر الفضائح
اكيد سنعيش مع روائعك ولن نمل من المتابعة

الأستاذ العقاوي حسن
في مثل تونسي يقول " فمة ناس هومة هومة، و فمة ناس عسل في الكرجومة، و فمة ناس ملك الموت و لا هومة"
التفسير كالأتي:
في ناس لا يتغيروا مهما تغيرت الظروف
و في ناس كالعسل على القلب أو " الكرجومة" اللي هي " الحنجرة"
و في ناس نشوف عزرائيل اللي هو "ملك الموت" و لا نشوفهم
هذا الشخص هو من النوع اللي رفض النوع الأول من الناس و رفض النوع الثاني و اختار النوع الثالث ،، اختار التغيير للأسوأ بكل حسرة أقولها لأنه حال الكبت و حال اتباع نزغات الشيطان و حال الخروج من القشرة الخلقية حتى تطحنهم النزوات
كم أنا سعيدة بمرورك على موضوعي
لن تكتمل رونقة نصي المتواضع إلا بإطلالتك
فشكرا لك،، مع فائق احتراماتي

الأخت سهى
لا أرى فيما كتبته أي انجداب لجنس أدبي اسمه القصة القصيرة
...عذرا ..هذه محاولة لتفكيك شخصية بأسلوب اللاهناك في واقع اللاهنا..والقصة القصيرة لها مقومات البناء القصصي سردا أو حكاية وهي بالمناسبة من أصعب الكتابات الأدبية على الإطلاق ..فدونها
النفس الطويل وامتلاك ناصية اللغة وهذه الأخيرة متوفرة إلى حد ما في محاولتك وإن بشكل فانطيزي ..
وحتما تذكرين ما لقنوه لنا ونحن على مقاعد الدراسة الأولى في حصص الإنشاء من التقيد بالمقدمة فالموضوع فالخاتمة ناهيك عن التقيد بعدد الأسطر ...وهذه وغيرها ضوابط فن الكتابة ..
أثار انتباهي رصيدك اللغوي المفعم بالتحرر من بعض قيود اللغة
و أنزعج من هذا الفعل الماضي الناقص \ كان \ كاستهلال لأي عمل حكائي ..سردي ..قصصي ..روائي..

معك يا سهى إلى أن نعرف ماذا تخفيه جعبتك الأدبية والفكرية والإبداعية ..ودعي جانبا إلى حين بذلته ونظارته وحذاءه...

سيدي الكريم محمد بلغازي
اسمح لي بالرد هنا...وبعد إذن العزيزة سهى
فكثير من الأدباء يقومون بالخلط بين القصة القصيرة و القصة الإعتيادية بمقوماتها المعروفة
القصة القصيرة حاليا قابلة للتطوير ولا تلتزم بالقواعد القصصية الصارمة المعهودة
القصة القصيرة فن جديد ويجتذب الكثيرين حاليا من الاُدباء في هذا العصر السريع
وهذه الإيقاعات السريعة هي التي تميز قصة اليوم و تلبي متطلبات القارئ المعاصر
وتزدهر مع المعاناة و الألم اي تتطبع بواقع اليوم..وغالبا ما تتخذ الإنسان ونفسياته و اجتماعياته
محورا لها تفككه و تعالجه
ولا يخفي علينا حجم المعاناة في هذا العصر و حاجتنا الى تحليل المشكلة او الشخصية في القصة
اما عن عناصر القصة القصيرة التي تحدثت عنها
وهي المقدمة و العقدة و الحل..فلم تعد تشغل كتاب هذا العصر و لا يلقون لها بالا ..فهم يتابعون البحث عن الهدف بإسلوبهم
القصة القصيرة الحالية لا تُقارن بالقصة التقليدية الجامدة..فشروطها قابلة للنقض و التغيير من قبل المبدع و طبقا لقناعاته
لذا
ارى ان هذه القصة القصيرة..وبدون مجاملة كليا..هي قصة محنكة وابداع راق جدا يجب ان ننحني له
وتمنياتي لسهى بدوام التفوق ..هنا ...وهناك
وسأنتظر المزيد يا سهى
محبتي

لكل امرئ من دهره ما تعودا.....
ومع ذلك تبقى القصة القصيرة جنسا أدبيا له أدواته وعناصر تركيبته
...أما عن المقدمة والموضوع فالخاتمة فقد كان هذا مجرد تذكير للأخت سهى ببدايات كتاباتنا ونحن على مقاعد الدراسة ولا علاقة له بموضوعنا ...فالأدوات تختلف والرؤى أيضا وأساليب المعالجة تتباين من مبدع لآخر ...وأنا هنا كقارئ ربما ملم قليلا لم أتلمس أية خيوط لأية قصة قصيرة ..اللهم ما كان من تشريح تقني ونفسي لشخصية عابرة...غاب عنها الجانب الحكائي الدرامي \ ليس بمفهومه المأساوي \

تحياتي لانتصار ومتمنياتي للأخت سهى بالتوفيق في هذه التجربة .
آملا أن يكون هذا االإختلاف في الرأي والرؤيا من النوع الذي لا يفسد للود قضية.