طاهر عبد الرحمن زمخشري . ولد في سنة 1914 وتوفي في 20 يوليو 1987 ، شاعر و كاتب من رواد الأدب في الحجاز في فترة نهضته الفكرية والادبية . ولد بمكة في المملكة العربية السعودية . أنهى الدراسة في مدرسة الفلاح . عرف بلقب بابا طاهر لاهتمامه بأدب الطفل وقدم برنامجا إذاعيا يحمل الاسم ذاته . انشأ أول مجلة أطفال سعودية ، مجلة الروضة ، و كان أول عدد لها في تاريخ 17 سبتمبر 1959 م ، ولكن لم تستمر طويلا ، و توقفت بعد 27 عدد بتاريخ 12 مايو 1960م.رأس تحرير صحيفة البلاد.
عاش فترة طويلة في مصر، و إنتقل بعدها إلى تونس حيث توفي هناك.
حصول على جائزة الدولة السعودية التقديرية 1983.
كرمته الحكومة التونسية بمنحه وساما رفيعا.
قال عن نفسه:
أنا كومة من الفحم سوداء تلبس ثياباً بيضاء، تقول شعراً قصائده حمراء وخضراء وصفراء.
من أعماله:
- أحلام الربيع 1946 وكان الديوان الأول .
- أنفاس الربيع .
- أصداء الربيع .
- أغاريد الصحراء .
- على الضفاف .
- ألحان مغترب .
- لبيك .
- أحلام .
- ورمضان كريم .
- عبير الذكريات .
- من الخيام .
- بكاء الزهر .
- أوراق الزهر .
- أصداء الرابية .
- مع الأصيل وهي مجموعة من التأملات والدراسات النفسية مع بعض الرباعيات الشعرية .
- العين بحر، بحث يتضمن ما قاله بعض الشعراء في العين .
- ليالي ابن الرومي، دراسة لبيئة ابن الرومي وعصره مع عرض نماذج من أشعاره .
- حبيبي على القمر .
-----------------
على باب الهوى
على باب الهوى وقف الجمالُ*** وفي كبدي بفتنته اشتعالُ
مددتُ يدي إليه أسِرُّ شيئًا*** فأجبرني على البوح انفعال
فقلت له بطرفٍ لا يداري*** وفي إغضائه ارتسم السؤال
أريدكَ كالسنا يعطي حياةً*** بصمت لا يضارعه المقال
أريدك كالنسيم متى تأنَّى ***وأسرى طاب بالعطر النوال
أريدك جدولاً ينساب عذبًا*** وترقص من ترقرقه الظلال
أريدك في شغاف النفس*** وقدًا ولكنَّ الزنادَ له ذبال
يُمِدُّ بصيصه عقلي وحسي*** بريٍّ ما لدافقه مثال
فهل يرضيك أن يخبو ذبالي*** ويطويني بقبضته الزوال؟
-------------------
في الآصيل
أقبلَتْ في الأصيل والبسمْةُ العذراءُ في ثَغْرِهَا تُنيرُ صباحَا
وعلى قدِّها من الهَيف الراقص حسانةٌ تجيد المزاحا
غادةٌ .. زانها التورُّدُ في الخدِّ وناغت بالعطر منه الإقاحا
أتلَعتْ جيدَها وفيها من الإغراء ما يكسر العيون الصحاحا
وأماطت لثامها عن جمالٍ زاده الظُّرف رِقّةً ومَراحا
وتغنت بطرفها واستدارت بعد أن رف هدبُها صدَّاحا
جاذبَتْني الهوى بهمسة أجفان تجيد الإعراب والإفصاحا
عن فتون الدلال، عن سطوة الحسن، وعن خافق سَبَتْه فناحا
وانبرت ترسل الحديث أغاريدًا، أذابت في رجْعها الأرواحا
قيدتني ولم أكن أعرف القيد ولكن حملْتُه مرتاحا
****
أقبلتْ في الأصيل، والخصلة الرعناء تلتف بالمحيَّا وشاحا
فإذا بالصباح يضحك بالإسفار، والليل قد غفا واستراحا
عند مجرى السنا ليرتشف العطر وقد مدَّ بالظلال جناحا
في فتونٍ يعابث النور بالسحر بلحظٍ قد أشهرتْه سلاحا
والتعابير باللحاظ سهام فتحت في الضلوع منا جراحا
والفؤاد المجروح من حرقة اللوعة عانى وما تشكَّى وباحا
واللقاءُ المقدور كان على الدرب قطعناه غُدوةً ورواحا
لحظة واختفت وراء المسافات وما زال شوقنا مِلْحاحا
وعلى جسرِ وجْدِنا في دروب الحب نرجو لوَصْلِنا أن يُتاحا
فنذوق الهوى ، وننعم بالنجوى وبالصفو نُترعُ الأقداحا
****