ثقافة المسرح النسائي
أمل الحسين
من دلائل نجاح المسرح النسائي لهذا العام كثرة الكتابات التي تناولته أياً كان نوع الكتابة النقدية التي طالبة بالتطوير والتحسين، إنها بالفعل أثارت حفيظة الجمهور ومداواة القلم للكتابة، فهي للتأكيد وبالتالي تحقيق الهدف المبتغى من هذا النشاط، كما أنها صور مطالبة تكثيف المسرح النسائي حتى يصل لمراحل مميزة، إن الحديث عن المسرح النسائي ذو شجون ومحاوره كثيرة سأتناول منها أثنين.
أولاً:
طالعت معظم ما نشر عن المسرح النسائي ومطالبة بعضهن بتحسين وضعه وتجويد مايُقدم فيه وهي مطالبات مشروعة وجيدة ولكن هل هؤلاء المطالبات مطلعات على حركة المسرح السعودي بشكل عام؟! والسؤال موجه أيضاً للرجال المطالبين فبديهياً عندما يتحدث شخص عن أمر ما فلا بد أن يكون ملماً به ومطلعاً ولو على القليل المتاح إلا أن ما حدث في مهرجان المسرح السعودي الرابع لا يشير لذلك فرغم استمرار المهرجان 12يوماً لم أرَ أحداً ممن كتبوا / كتبن (متاح حضور النساء) بحثاً عن المسرح الرصين الجاد متواجد رغم أن المسرحيات التي عرضت كان منها الرائع / الجيد / المتوسط. وبعد العرض يفتح باب النقاش والحوار في الهم المسرحي بشكل عام، ألا يفترض بهؤلاء الباحثين / الباحثات عن الإبداع والجدية في المسرح أن يحتلوا المقاعد الأولى في القاعة؟! المقاعد التي كانت خالية إلا من المهتمين بالشأن المسرحي!! أنا لا أعترض على طلب تحسين كل ما نقوم بعمله فكل ما حولنا يحتاج لتطوير وتحسين في كل مرحلة بما فيها الدراما والمسرح ولكن كي يتم هذا الأمر علينا نحن كمطالبين أن نكون واعين لما نطلب وجادين في طلباتنا وإحدى صور الجدية أن نعرف ظاهر وباطن ما نطالب به لتكون طلباتنا مركزة وموضوعية وصائبة..
ثانياً..
عندما تحضر عرض مسرحية نسائية تتفاجأ بكيفية متابعة معظم الحاضرات للعرض خاصة إن وجدت ممثلة معروفة فالاهتمام مركز عليها وليس على العمل لذا بعض الممثلات يخرجن عن النص بقصد أرضاء الجمهور خاصة عندما تكون غير محترفة الوقوف على خشبة المسرح فيتحول العرض إلى رقص وتهريج، في الغالب يجد تفاعلاً عالياً من الحضور فأغلبية الجمهور يحسبن أن ما يجري أمامهن عمل مسرحي أصيل.!! وان تخطينا هذه المسألة ودخلنا في مسألة السلام والتصوير مع الممثلات ولا نعترض على هذه الرغبة ولكن يفترض أن تكون في حدود المتاح واللائق وليس كما يحصل في العروض النسائية المسرحية من هجوم على الفنانات يفسد الوضع العام!! هذا الوضع هو ما كان سائد في المسرح الرجالي عندما كان يعاني من شح العروض فكان رؤية ممثل مباشرة يتسبب في تكدس بشري حوله لا يفرقه إلا قوات خارجية عندما أصبح المسرح الرجالي نشاطاً ثقافياً شبه دائم ارتقى تعاطي الجمهور مع العرض المسرحي حتى لو وجد عشرة نجوم، في السابق ما أن يبدأ صوت الموسيقى حتى هب الأغلبية للرقص علماً أن الموسيقى والأغاني لا توضع في المسرحية من أجل إرقاص الجمهور بل لتطعيم النص المسرحي كما أنها أداة أخرى لتوصيل مضمون العمل، اليوم لم تعد ترى هذه المناظر في المسرح الرجالي تلاشت بالتدريج ولكنها هي السائدة في المسرح النسائي ولن تتلاشى حتى يعتاد الجمهور النسائي على المسرح كنشاط ثقافي وترفيهي حينها سيأخذ مكانته الطبيعية ويعرف الجمهور أنه لم يقم من أجل الرقص والتهريج ورؤية الممثلات عن قرب.