نسمع كثيراً بتسميات مختلفة للآلات الموسيقية ، فهذا عود وهذا ناي وهذا كمان وهذا كرستالوفون ... ألخ..
لكننا في حقيقة الأمر ربما لا نعرف الكثير عن هذه الآلة أو تلك سوى تسميتها ...
فلنتعرف إليها من خلال هذا الموضوع ، حيث سأدرج نبذة مختصرة عن كل آلة منها ..
مادة الموضوع مأخوذة من كتاب "موسوعة أعلام الموسيقى والأدوات الموسيقية "، للدكتور أحمد صافي .
فلنبدأ مع أولها :
العود
آلة موسيقية وترية يعزف عليها بواسطة الريشة ، عربية الأصل، عراقية المنشأ.
أن الشواهد الأثرية الموسيقية المعروفة في الوقت الحاضر قد أثبتت بعد دراستها دراسة علمية مقارنة، أن أقدم ظهور للعود في العصر الأكدي الذي بدأ بحدود عام 3350قبل الميلاد، كما أثبتت الآثار بأن آلة العود كانت منتشرة في أنحاء العراق وأصبحت عبر القرون الآلة الموسيقية الشعبية المحببة لدى سكان وادي الرافدين .
وفي عصور لاحقة اقتبست الأقطار المجاورة والقريبة آلة العود من موطنه الأصلي العراق، كما ان العود هو جملة الآلات الموسيقية التي اقتبستها دول أوربا مع التسمية العربية ( لوت ) ، وكانت الأندلس وصقلية الجسر الذي انتقل عبره العود الى أوربا.
يعتبر العود من أهم آلات الفرقة الموسيقية الشرقية وقد نعته القدامى ( بسلطان الآلات ).
واستعمله علماء الموسيقى القدامى أمثال الكندي والفارابي وابن سينا وصفي الدين الارموي البغدادي، في شرح الموسيقى النظرية وأصولها .
ولايزال معظم مطربي الوطن العربي يستعملون العود كمرافق لهم عند الغناء كما وأنه هو الآلة الموسيقية التي يستعملها الملحنون العرب في وضع ألحانهم.
ولا يستعمل علماء الموسيقى الأوربيون كلمة العود للدلالة على العود العربي فقط بل يستعملونها للدلالة على مجموعة كبيرة من الآلات الوترية التي يقسمونها طبقاً لشكل الآلة إلى أقسام عديدة مثل عائلة الساز ، والطنبور .
واستنادا إلى رأي هورنبوستل وكورت زاكس في بحثهما المشهور الخاص بالتصنيف العلمي للآلات الموسيقية فإن أكثر الآلات الوترية تدخل تحت آلة العود سواء كان العزف يتم بواسطة الريشة أو القوس أي أنهما يعتبران آلة الكمان من فصيلة العود .
مما يتألف العود ؟
يتألف العود من صندوق صوتي مصنوع من الخشب ، ويتصل بالصندوق الصوتي العنق أو الرقبة حيث تنتهي بالرأس الذي يحتوي على عدد من المفاتيح يبلغ عددها (11) مفتاحاً ، تشد على العود بصورة متوازية لوجه الصندوق الصوتي، عشرة منها تكون ثنائية الشد ، أي لكل وتر مزدوج صوت موسيقي واحد، أما الوتر الحادي عشر فيشد وحده.
يحتوي وجه العود على فتحات مختلفة الحجوم تعرف باسم ( الشمسية ) تعمل من الخشب أو العاج ذات زخارف غربية مختلفة، ووظيفة هذه الفتحات هي تقوية الصوت أو تضخيمه، تنتهي أوتار العود بالمشط وهو قطعة صغيرة من الخشب مثبتة على صدر العود ولها ثقوب ثنائية لربط أطراف الأوتار ويحتوي وجه العود على قطعة صغيرة من ( اللدائن ) أو ما يماثلها تقع ما بين الجسر والشمسية الكبرى، والغرض من وجودها هو صيانة وجه العود من تأثير اصطدام الريشة به عند العزف .
يحتوي العود على خمسة أوتار مزدوجة الشد أي أن كل وتر مزدوج يعطي نغمة واحدة، وتحمل أوتار العود الأسماء التالية:
1-الوتر الأول يسمى ( يكاه) ويعطي نغمة ( صول ) ، وهو يصنع من مادة حريرية مغلفة بمادة معدنية .
2ـ الوتر الثاني يسمى ( عشيران) ويعطي نغمة (لا)، وهو يصنع من مادة حريرية مغلفة بمادة معدنية .
3ـ الوتر الثالث يسمى ( دوكاه ) ويعطي نغمة ( ري ) ، وهو يصنع من أمعاء الحيوانات .
4ـ الوتر الرابع يسمى ( نوى ) ويعطي نغمة ( صول) وهو يصنع من امعاء الحيوانات .
5ـ الوتر الخامس يسمى ( كروان) ويعطي نغمة ( دو ) وهو يصنع من أمعاء الحيوانات .
وقلما يزاد عليه وترا سادساً، فإذا كان ذلك يكون جواباً الى ( الجاركاه) أي الماهوران .